علامات الساعة
مقدمة للموضوع
قبل الدخول في شرح
علامات الساعة.. وجب التذكير بتعريف مختصر لبعض أنواع الحديث حسب (علم مصطلح
الحديث) عند الأوائل.
الحديث المرفوع: هو كل ما ينُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من
قول أو فعل أو تقرير، وليس كل حديث وصف بالمرفوع يعتبر صحيحا، بل منه الصحيح ومنه
الضعيف.
الحديث المتواتر: وهو أن يكون عدد رواة الحديث كثيرون بحيث يستحيل
تواطؤهم على الكذب، ويجب أن يروي هذا الجمع على الكثير عن أي جمع مثله من أول السند
إلى منتهاه.
الحديث الضعيف: هو ما قصر عن شروط الأحاديث الصحيحة والحسنة،
وأنواعه كثيرة، وهو الحديث المختلق المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشر
أنواع الحديث.
الحديث الآحاد: وهو ما رواه راوي واحد أو أثنين أو ثلاثة، ولا
يجمع شروط الحديث المتواتر ولا المرفوع، وهو ينقسم من حيث عدد رواته
إلى ثلاثة أقسام (مشهور، عزيز، غريب) ولا يؤخذ به في العقائد.
ملحوظة:- كل الأحاديث التي تكلمت عن علامات الساعة وأحداث النهاية في
كتب الأحاديث (أحاديث آحاد) والأحاديث الآحاد لا يقام عليها تشريع، وهناك أراء
كثيرة لعلماء تقول أن أحاديث الآحاد
لا يصح العمل بها في أمور العقيدة، حيث لا يعقل
أنه إذا أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شيء لأمته في العقيدة يبلغه لشخص
أو أثنين أو ثلاثة، بل يجب عليه أن يبلغة للجميع في خطبة أو أمام جمع لتعرفه وتؤمن
به جميع الأمة.
أراء بعد العلماء
في أحاديث الآحاد
1:- قال الجويني: في أحاديث الآحاد
أن جميعها لا يفضى إلي علم حتى ولو أضربنا عنها جميعا.
والجويني
من أكابر الأشاعرة، والأشاعرة هى المذهب الحالي لمؤسسة الأزهر.
2:- التفتزاني الماتوريدي: قال أن الحديث
الآحاد حتى وإن صح سنده وأتباعه في أصول الفقه لا يُفيد إلا الظن، ولا يؤخذ به في
باب الإعتقادات.
3:- محمود شلتوت: قال في بحث السنة
وثبوت العقيدة في جريدة الرسالة عدد 518 يونيو 1943، إذا كان الحديث الآحاد مقطوعًا عن طريق واحد أو
عدد يسير في طبقاته فإنه لا يكون متواترًا أو مقطوعًا منسوب لرسول الله ولكنه يكون
آحادًا في اتصاله بالرسول وشبهه ولا يفيد اليقين.
4:- أبو حامد
الغزالي: قال أن الحديث الآحاد لا يفيد إلا الظن، والشرع
أجاز العمل بالآحاد في المسائل العملية والفروع، أما المسائل العلمية وأصول الدين
فلا يؤخذ به ولا يصح الإعتماد عليه في الغيبيات وهذا قول مجمع عليه وثابت من
الضرورة العقلية التي لا خلاف عليها، والمسائل المتصلة بالعقيدة لا يتم
إثباتها إلا بالقرآن الكريم أو الحديث
المتواتر.
6:- محمد رشيد
رضا:- في نسخته الأولى قبل التحول إلى النسخة السلفية،
قال لا يغرنك إذا قالوا بأن كل مرويات الصحابة حجة وإن الموقوف له حكم مرفوع، فإذا
ثبت أن أبا هريرة روى عن كعب الأحبار وأن الكثير من أحاديثه مراسيل كما قال
البخاري فوجب التروي في هذة الأحاديث.
7:- محمد الغزالي: في كتابه القيم السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل
الحديث قال أن الحديث الآحاد يفيد الظن العلمي (غيبيات) ودليل شرعي مالم يكن فيه
دليل أقوى منه الذي يؤخذ من دلالات القرآن أو الأحاديث المتواترة.
8:- الامام محمد عبده: قال أحاديث الآحاد
تفيد الظن، والإيمان بالغيب هو من قسم العقائد، ولا يجوز الأخذ فيها بالظن لقول الله في سورة
النجم "إن الظن لا يغني من الحق شيئا" وغير إننا غير
مكلفين بالإيمان بمضمون تلك الأحاديث في عقائدنا.
كل ما
أريد قوله بعد أن قلت أن كل أحاديث علامات الساعة أحاديث آحاد، أنه يجب أن نأخذها من
هذا المنظور حتى لا تقيد لنا فهم آيات القران الكريم، وتكون حاكمة عليها كما
حدث بكل أسف مع أهل التراث، عندما جعلوا الراويات سواء متواتر أو آحاد حاكمًا
وشارحًا لآيات القرآن، وهذا خطأ كبير ولا يصح لأن القرآن الكريم هو الحكم على
الأحاديث والروايات وليس العكس.
تعريف علامات الساعة
1:- علامات الساعة من القرآن
والتي لن
نختلف عليها (جمع الشمس والقمر،
تكوير الشمس، الآزفة، الزلزلة، برق البصر
،طي السماء، خسف القمر، إنكدار النجوم والطامة الكبرى)
2:- علامات الساعة في الأساطير
الدخان المبين - قوم يأجوج ومأجوج - حرب المسلمين واليهود أخر
الزمان، شجر الغرقد، دابة الأرض التي ستكلم الناس، عودة المسيح ليكسر الصليب ويقتل
الخنزير، ظهور المسيح الدجال والمهدي المنتظر.
هل القرآن الكريم يُقر علامات الساعة؟
الله سبحانة وتعالى قال (يوم القيامة) ولم يُشير
ولا مرة واحدة في القرآن الكريم إلى علامات لقيام القيامة.
و يوم القيامة يختلف عن قيام الساعة يوم القيامة يعني يوم الحساب، وقيام الساعة تعني العلامات التي تسبق يوم القيامة وهذا بناءً علي منهج القرآن الكريم، ويوجد فرق بين علامات الساعة من القرآن وبين العلامات الصغرى والكبرى التي وردت في تفاسير الفقهاء الأوائل وأطلقوا على علامات الساعة الأشراط.
الأدلة من القرآن الكريم
سنقرأ معًا الآيات
وسنرى هل القرآن أيد وجود علامات قبل وقوع الساعة أم لا؟
في سورة النازعات
الآية42 (يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا
فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا
إِلَىٰ رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)
سياق الآيات هنا أن الله يوجه كلامه لرسوله عن
ميعاد الساعة، وأن الرسول ﷺ لا يعرف موعدها والله وحده هو من يحددها ويحدد
نهايتها، والآية 66من سورة الزخرف (هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) كلمة (بغتة) ستتكرر كثيرًا في القرآن (معناها
لغويًا) المباغتة والمفاجأة والهول الشديد من فرط الصدمة وكذلك كلمة لا يشعرون تدل
على نفس المفاجأة والمعنى.
والعلامات الصغرى
أو الكبرى تتعارض لغويًا مع كلمة بغتة التي وردت في آيات
القرآن الكريم، فكيف يخفي الله عنا يوم القيامة، ثم يظهر لنا علامات تدل على موعده؟
إذا وجدت علامات كثيرة للساعة صغرى وأخرى كبرى ستكون بمثابة تنبيه للبشر وسيستعدوا
لها، وعند قيامها لن تكون هناك مفاجأة ومباغتة، وهذا مخالف لما ورد في القرآن
الكريم.
زعموا أهل التراث أن الرسولﷺ قال أحاديث كثيرة عن
علامات الساعة، وهذا فهم خاطئ.
قال تعالى:- في سورة الزخرف في الآية 85 (وَتَبَارَكَ
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فعلم الساعة كله عند الله وحده وهذا العلم لم يعطيه
الله لأحد أبًدا حتى الرسل وفي سورة الشورى الآية
17قال تعالى: (اللَّهُ
الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ۗ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ
السَّاعَةَ قَرِيبٌ)" يقول الله تعالى
للرسولﷺ أنه لا علم للساعة إلا لله وحده.
قال تعالى:-
(يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا
عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ
السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) الآيات تدل على أن
الناس يأتون ليسألون الرسول عن ميعاد قيام الساعة ويأتي الجواب من الله بأنه يأمر
الرسولﷺ بأن يقول لهم أن علم الساعة عند الله فقط، ومعنى ذلك أن كل الأحاديث التي
نُسبت للرسولﷺ عن علامات وأشراط الساعة نسبت كذبًا وزورًا للرسول اللهﷺ،
فكيف كان الرسولﷺ قرآنًا يمشي على الأرض وكان خُلقه القرآن وفي نفس الوقت يعارض
آيات القرآن بهذة الأحاديث؟
كلمة
"بغتة" ذُكرت مقرونة بقيام الساعة حوالي 8 مرات في
القرآن الكريم.
قال تعالى:-"(وَلَا
يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ
بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ)"
آية رقم 55 من
سورة الحج. قال تعالى"(إِنَّ اللَّهَ
عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ)"
آية رقم 34 من سورة
لقمان، الله عنده علم الساعة كاملًا عند الله وحده سبحانه وتعالى.
قال تعالى (أَفَأَمِنُوا
أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً
وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)" آية رقم 107 من سورة يوسف، ذكرت الآية كلمة بغتة
وكلمة لا يشعرون أي أن الجميع سيكون في صدمة منها سواء المكذب بها أو المؤمن بها
وعدم الشعور بها دليل وإثبات على عدم وجود علامات قبلها تحذر من وقوعها، وتكرار
كلمة (بغتة) من الله يدل على وجود البغتة بدون علامات مسبقة وليس
قبلها بخمسين سنة كما ذكرت الأحاديث.
قال تعالى (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا
عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)
آية رقم 31 من
سورة الأنعام.
قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا
عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا
إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ
إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ
حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا
عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لَا يَعْلَمُونَ) آية رقم 187 من سورة الأعراف، فالله تعالى هو من يجليها
ويظهرها في وقتها ويومها بدون شريك ولا معرفة سابقة، ونفس الآية ذكر الله"قل
علمها عند الله" مرتين للتأكيد علي عدم العلم بأية علامات تخص قيام الساعة.
قال تعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ
إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
آية رقم 77 من سورة النحل، الفترة الزمنية
لقيام الساعة لن تسمح للبشر بأن يتباحثوا في علامات ظهورها، وتأتي في لمح البصر أو
أقل.
الآيات التي يستند عليها أهل التراث
يستندون أهل
التراث على ثلاث آيات
الآية الأولى:- الآية رقم 18 من
سورة محمد
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا
فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ
ذِكْرَاهُمْ) ومثل ما فعلوا في آية "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ
لا تَعْلَمُونَ" حولوا معناها
وسخروها في صالحهم حتى يثبتوا صحة أحاديث العلامات الصغرى والكبرى للساعة،
وإذا اعتبرنا أن
الآية حجة
فهى حجة عليهم
وليست حجة لهم
مع إفتراض أن معنى كلمة أشراط إنها العلامات، فالله سبحانه وتعالى يقول فقد جاء أشراطها، وهذا يعني إنها فعل ماضي جاءت وانتهت، فمرحلة العلامات إنتهت وتتبقى صدمة وبغتة الساعة، أشراط الساعة تعني إكتمال العدالة الإلهية لقيامها وتسمى بالنذر.
والسؤال هنا ما هي
الأشراط؟ نجد أول آية في سورة القمر"اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ" وتعني أن قيام الساعة إقترب
وبالتالي إنتهت علاماتها، فمثل أن محمد صلي الله عليه خاتم الأنبياء وهذة تعتبر
خاتم الأشراط ويكمل الله عز وجل الآيات بقوله تعال (وَلَقَدْ
جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ)
ثم يأتي بعدها مباشرة (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ
إِلَىٰ شَيْءٍ نُكُرٍ) يوم يدع الداع إلى شىء نكر تعني قيام الساعة، لأن
النذر بعدها مباشرة والنذر والأشراط هى نبوة محمد
ووفاته وهي العدالة الإلهية حتى تقوم
الساعة حتى وإن طالت هذة الفترة إلي آلاف السنين
فخاتم الأنبياء هو خاتم الأشراط ومحمد صلى الله
عليه وسلم قال عنه رب العالمين (بشيرا ونذيرا) وهو من النذر وآخر أشراط
الساعة كما في قول الله تعالى (رُسُلًا
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ
بَعْدَ الرُّسُلِ)
فالرسل هنا تعني الحجة والنذر والأشراط قبل قيام الساعة.
كذلك قول الله في سورة الإسراء الآية15
(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولً)
ومعذبين هنا تعني العذاب العام للجميع وهو يوم
القيامة، وعدل الله يقتضي بأن يُنذر الناس ويُرسل لهم الرسل لتبليغ رسالته إليهم
حتى يقيم عليهم الحجة. ثم يقيم الساعة للحساب، فالأشراط هى بعث وإرسال الرسل
للناس، ولا توجد علامات صغرى ولا كبرى.
قال تعالى (هَذَا نَذِيرٌ مِنَ
النُّذُرِ الْأُولَىٰ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ
لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) بعد كلمة النذر الأولى إلا وهي إرسال الرسل أتت الآزفة
أو الساعة مباشرة
وآية رقم 1 من سورة الأنبياء
(اقْتَرَبَ
لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) ومعنى إقترب للناس حسابهم
أن الأشراط إنتهت، والناس في إنتظار قيام الساعة، ولا علامات أخرى متبقية.
الآية الثانية: الآية رقم 158 من سورة الأنعام
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ
الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ
يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ
آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)" تتكلم الآية عن قيام يوم القيامة بالفعل، فكلمة آيات
ربك لا تعني علامات أو أشراط، ووردت
كلمة الآيات في القرآن الكريم على معنيين مختلفين.
المعنى الأول أن تكون آيات
القرآن نفسها، وتأتي بعدها التلاوة أو آيات بينات.
المعنى الثاني أن تكون الآيات
بمعنى معجزات الله، إذًا آيات ربك في الآية المشار إليها تعني معجزات الله.
والمعجزة هي خرق للنظام
الفيزيائي الكوني مثل العلامات المذكوره
في القرآن فقط ومنها (الشمس كُورت جُمع الشمس والقمر النجوم انكدرت، الوحوش
حُشرت، زُلزلت الأرض زلزالها)
قال تعالى: في
سورة التكوير: }إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ(1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ(2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ(4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ(5) وَإِذَا
الْبِحَارُ سُجِّرَتْ(6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ(7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ
سُئِلَت(8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ(9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ(10) وَإِذَا
السَّمَاءُ كُشِطَتْ(11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ(12) وَإِذَا الْجَنَّةُ
أُزْلِفَتْ(13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ{
قال تعالى: سورة
الزلزلة: }إِذَا زُلْزِلَتِ
الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا(2)وَقَالَ
الْإِنْسَانُ مَا لَهَا(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا(4) بِأَنَّ رَبَّكَ
أَوْحَى لَهَا(5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ(6)
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8){
كل هذة العلامات تحدث قبل قيام الساعة وقيام
القيامة مباشرة والدليل من الآية هو "يَوْمَ
يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ
آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ" فلا فاصل
زمني بين آيات الله والمعجزات التي ستظهر وبين قيام الساعة ويوم القيامة، هكذا
تكون قراءة القرآن الكريم، وهذه هى الأشراط والعلامات، وليس كما صورت لنا الأحاديث
من وجود ( 50 أو 80 ) عام ستكون فيهم علامات صغرى وكبرى وأشياء تظهر وتطير
وأخرى تُحلق.
الآية الثالثة:- التي يستخدمها أهل التراث في إيجاد أحاديث علامات
صغرى وكبرى للساعة. آية رقم 15 من سورة طه.
قال تعالى "(إِنَّ
السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا
تَسْعَىٰ)" فسر الفقهاء الأوائل
هذه الآية، أن معنى (أكاد أخفيها) تعني بأن الساعة لم يخفيها الله بالكامل وترك لنا
بعض العلامات، ولكن ماذا تعني لفظة أكاد في اللغة؟
لفظة (أكاد) من أصعب الكلمات
في اللغة من حيث المعنى فيمكن أن تكون الشيء وعكسه في نفس الوقت. بمعني ممكن أن
تؤكد الشيء أو تنفيه، فمثلًا أكادُ أمسك القلم، هذا لا يعني إنني مسكت القلم، فمن
الممكن أن تعني إنني إقتربت من الإمساك بالقلم، إذا معنى كلمة أكاد مرة تعطي
النفي ومرة تعطي الإثبات وتُفهم من سياق الجملة التي قبلها.
كيف وردت كلمة
أكاد في القرآن الكريم؟
1:- في
سورة الزخرف آية 52 قال
تعالى"(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ
يُبِينُ)" الكلمة هنا (على لسان فرعون) وهى للإثبات دلالة على التقليل من شأن
سيدنا موسى عليه السلام
2:- في سورة النور آية رقم 43 (أَلَمْ تَرَ
أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ
رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ
مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ
مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ
يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) معنى كلمة (يكاد) هنا
النفي وليس الإثبات.
3:- سورة القلم اية رقم 51 (وَإِنْ يَكَادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)
المعنى هنا أيضًا للنفي لآن الرسول لم ينزلق بسبب
سب الكفار له ونظرتهم إليه.
4:- سورة ابراهيم أية 17 "(يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ
وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِنْ وَرَائِهِ
عَذَابٌ غَلِيظٌ)" - يكاد معناها هنا الإثبات فهو ذاق الموت بالفعل.
يتم تفريغ الحلقات بواسطة "منال صادق" مسؤولة السوشيال ميديا للدكنور إسلام بحيري.
شاهد هنا حلقات علامات الساعة كاملة.
_____________________________________________
المصادر :- محتوى برنامج البوصلة مع إسلام بحيري
النسخة الرمضانية (أساطير الأولين) رمضان
2020القرآن الكريم كتب علم مصطلح الحديث، كتابه العقيدة الإسلامية بحث
السنة وثبوت العقيدة في جريدة الرسالة عدد 518 يونيو 1943.