![]() |
إسلام بحيري |
يأجوج ومأجوج
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّ)
أولًا:- معنى وتعريف يأجوج ومأجوج في قاموس معجم اللغة العربية.
يأجوج جِيجٌ: (إسم) مصدره أجَّ
مثال:_
أجيجُ النَّارِ: ويعني تَوَهُّجُهَا، وأيضًا يعني صوتُ التهاب النار، إذًا
الأَجِيجُ: تعنى تَلَهُّبُ النار
2:- مأجوج:- مفعول به في جملة (يأجوج
ومأجوج) وهو من أصل الفعل أجَّجَ يؤجِّج، تأجيجًا، فهو مُؤجِّج، والمفعول مُؤجَّج
- للمتعدِّي، وتعني قوة وشدة النار ولهيبها.
مثال:- أجَّ الماءُ: تعني اشتدَّت ملوحتُه، إذاً معني إسم يأجوج ومأجوج (أجيج النار ولهيبها)
من هم يأجوج ومأجوج؟
يأجوج ومأجوج قبيلة
همجيّة، بنى ذو القرنين سدًّا لمنع شرورها عن جيرانها {قَالُوا
يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} ومن
أوصافهم أنهم قوم كبار الحجم جدًا جدًا، كانوا يفسدون في الأرض ويؤذون الناس،
فطلب الناس من ذي القرنين أن يمنع عنهم شر هؤلاء القوم الفاسدين، فلبى ذو
القرنين طلب الناس وبنى بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدًّا عظيمًا ليمنع أذاهم وشرّهم،
وقالت الأسطورة أن من علامات الساعة عودة يأجوج ومأجوج, وأن الله سوف يأذن بفتح
هذا السد وسيخرج يأجوج ومأجوج مرة أخرى فيفسدون
في الأرض، ويهلكون الحرث والنسل، ويأذن الله تعالى بعد هذا بقيام الساعة ونزول
المسيح عيسى بن مريم- عليه الصّلاة والسّلام - وهذه من علامات الساعة الكبرى.
هذه هى القصة التي صدرتها لنا الأسطورة حسب الروايات التي جاءت في كتب
الحديث وأقتنع بها الناس وأصبحت دين، معًا سنعرف أولًا أصل الروايات ثم ماذا قال القرآن الكريم.
يأجوج ومأجوج في كتب الحديث
أولًا: الرواية من
كتاب مسلم.
(عن النواس بن سمعان في حديثه الطويل،
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله
منه ( أي من الدجال )، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو
كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى، إني قد أخرجت عباداً لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرر
عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم
على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمرآخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء،
ويُحْصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثورلأحدهم خيراً من مائة دينار
لأحدكم اليوم، فَيَرْغب نبيُّ الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النّغَفَ في
رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض،
فلا يجدون
في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فَيَرْغَبُ نبيُّ الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطراً، لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة) صحيح مسلم حديث رقم ٥٣٦١
ملحوظة عن حديث مسلم
نواس ابن سمعان راوي هذا الحديث وانفرد به مسلم عن البخاري وهنا تكمن المشكلة، قال رسول الله لقد أوتيت جوامع الكلم وهذا لا يتفق مع حديث مسلم (468 كلمة) وقالت عائشة رضي الله عنها (التي مكثت 13 سنة كزوج رسول الله) ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم والقصد أنه كان يتكلم بكلام بين ومختصر يحفظه كل من جلس معه (تعبير السيدة عائشة رضي الله عنها تعبير بليغ وعبقري) إذًا حديث نواس ابن سمعان حديث ضعيف يناقض القرآن في المعنى وفي الألفاظ.
الرواية من كتاب البخاري
باب: يأجوج ومأجوج. 6716
(عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت
جحش رضي الله عنها: أن النبي ﷺ دخل عليها فزعا، يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب
من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعيه الإبهام
والتي تليها، فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا
الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث)
[1] صحيح البخاري رقم 6716
ملحوظة على حديث البخاري
الرسول ﷺ أشار في حديث البخاري عن بدء تشقق الجدار مثل قول
القرآن الكريم بخصوص قصة يأجوج ومأجوج، ولم يشير الحديث لا من قريب أو من بعيد إلى
خروج قوم (يأجوج ومأجوج) كما في حديث مسلم ولكنه يُشير إلى أن الرسول ﷺ فزع من
حدوث ثقب في الجدار وأشار أنها تعتبر بداية أحداث النهاية وقيام الساعة وهذا ما
أزعج رسول الله ﷺ
لم يذكر حديث البخاري أي شئ يُشير إلى أن يأجوج
ومأجوج قوم عمالقة الحجم، أو
إنهم شربوا من بحيرة فجفت، أو أن سيدنا عيسى أماتهم بقرصة، وسوف يأتي طير ليأخذ
جثثهم إلى مكان بعيد لم يتكلم عن المسيح الدجال أو ما شابه هذا من كل ما ورد في
حديث مسلم، حديث البخاري عند عرضه على القرآن الكريم سنجده منضبط الألفاظ ومتوافق
مع آيات القرآن وعقلاني في موضوع يأجوج ومأجوج ولا مجال فيه للخرافة والأساطير.
الدليل من القرآن الكريم
في
كل آيات القرآن الكريم تم ذكر (يأجوج ومأجوج) مرتين فقط في سورة الكهف من الآية
(83) إلى الآية (99) وفي سورة الآنبياء من الآية 91 إلى الآية 100، وكما
ذكرنا أنهم قالوا لنا عبر قرون أن قوم يأجوج ومأجوج قوم من العمالقة، وكان ذو
القرنين ملكًا صالحًا ومكن له الله القدرة والقوة في الأرض ولكننا لا نعرف من هو
هناك بعض التفاسير قالت إنه الإسكندر الأكبر وانه أغلق السد بين جبلين على قوم
يأجوج ومأجوج، حتى تتخلص الناس من شرورهم، وتم أيضًا تصدير فكرة أن يأجوج ومأجوج
مازالوا أحياء خلف السد إلى يوم القيامة، ويومًا ما سيحطمون هذا السد ويخرجون
علينا يهلكونا جميعًا، وستكون هذه من علامات الساعة، وحسب القراءات التاريخية
والحفريات عمر ذي القرنين كان قبل مولد الرسول بـ 7000 سنة.
أولَا: آيات سورة الكهف.
"وَيَسْأَلُونَكَ
عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا
مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)
فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا
تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا
الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
(86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ
فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ
أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ
عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ
أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا
بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ
يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا
يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
(94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ
الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا
اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ
وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ
جَمْعًا (99)
ثانيًا: آيات سورة الآنبياء
(فَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا
لَهُ كَاتِبُونَ * وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ
أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ حَتَّىٰ إِذَا
فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ،
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ
كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا
بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ
أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ *لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ
آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ
فِيهَا خَالِدُونَ * لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ)"
تقول الآيات أن (ذا القرنين) كان يجوب الأرض شرقا وغرباً.. ومغرب
ومطلع الشمس كناية عن أقصى مكان في الشرق وفي الغرب، وقول الله"وجدها تطلع
على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً" تعني البلاد التي بها نهار طويل جداً.
ثم ذهب ذو القرنين إلى مكان آخر غير المشرق والمغرب وهو مكان
السدين، وفي القرآن الكريم عندما يذكر اسم مكان مثل
القرية أو وادي أو أي مكان لا يتم ذكره بالتفاصيل الجغرافية فهو كتاب دين وهداية
ليس كتاب جغرافيا، لذلك ذكر القرآن الأماكن بعدم تعريفها أما ذكر التفاصيل إن وجد
يكون له مدلول وحكمة في القرآن الكريم لأنه لا يدخل في التفاصيل الشكلية للأشياء.
وجد ذو القرنين قومًا عند مكان السدين ولجأ
هؤلاء القوم لذو القرنين وأشتكوا له من قبيلة قوم( يأجوج ومأجوج) لأنهم يمارسون
الفساد والشر ويؤذونهم، فطلبوا منه أن يبني بقدرته العظيمة التي منحها الله له
سد كبير يفصل بينهم وبين هؤلاء القوم الفاسدين (يأجوج ومأجوج) مقابل خرجًا أو مالا يعطونه لذي القرنين، فطلب
منهم ذو القرنين أن يساعدوه في بناء هذا الردم والسد العظيم
فطلب منهم أن يأتوا له بأعمدة وقطع حديد كبيرة
ليبني لهم هذا الردم والسد الكبير.
ومعنى "حتى إذا ساوى بين الصدفين" أي بين رؤوس الجبال فيأجوج ومأجوج كانوا يعيشون بين جبلين في منطقة جبلية.
واستجاب ذو القرنين للناس وأقام الردم العظيم عليهم وأغلق على يأجوج ومأجوج بسد كبير جدًا من أعلى الجبلين.
حتي إذا سخن ذو القرنين الحديد وأخذ في
الانصهار وضع عليه الرصاص ليكتمل بناء السد ليغلق عليهم تمامًا ولا يستطيعوا صعوده
أو اختراقه.
ثم قال ذو القرنين "هذا رحمه من عند ربي" أي أن تعليم
ربي في كيفية عمل البناء لهذا السد لحمايتكم من الأذى هو الرحمة في حد ذاته، فهذا
العلم يعتبر رحمة من الله لنا.
وقوله "فاذا جاء وعد ربي" فهذا يوم
الوعد العظيم بأن يجعل الله هذا البناء حطامًا مثل كل شيء وسيتحطم في هذا اليوم،
وكلمة يومئذ تعود على يوم قيام الساعة ثم النفخ في الصور وجمع الله لكل البشر فهو
يوم القيامة بالفعل.
قال
الله تعالى في سورة الآنبياء (إِذَا
فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)
سنقرأ معًا سياقات كلمة فُتحت، ومعنى الفتح طولياً من القرآن
تأتي كلمة الفتح على 3 انواع منها:
1- الفتح بمعنى الانتصار والنصر بدون حرب مثل
قوله "إنا فتحنا لك فتحاً مبينا"
2- الفتح بمعنى قول الفصل وبيان الحق والباطل في
أمر ما مثل قوله "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق"
3- الاستخدام الثالث تأتي مقترنة بالسماء مثل قول
الله في سورة الفرقان آية 25(وَيَوْمَ
تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا) ومثل قول الله "إذا السماء انشقت"
وكذلك قوله "وإذا انشقت السماء فكانت وردةً كالدهان" وكذلك قوله
"يوم تشقق الأرض عنهم سراعا، وقوله وانشقت السماء فهى يومئذ واهية
كل هذة الآيات توضح وصف السماء بالتشقق وهي
علامة لقيام الساعة، سنربط هذة الآيات بالآيه في قوله في سورة النبأ "(يَوْمَ
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا، وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ
أَبْوَابًا)" فهنا يُقر
الله بأن النفخ في الصور علامة من علامات قيام الساعة وبكلمة (فُتحت السماء) وسنفهم
من هذة المقارنة بين آيات سورة الفرقان وسورة النبأ بأن الفتح هو الإنشقاق، وكلمة فُتحت تقابلها كلمة تشققت ، وبالتالي انشقاق السماء تعني فُتحت السماء، وكذلك
انشقاق الأرض تعنى فُتحت الأرض، إذًا يجب أن نفهم من قول الله تعالى (وفُتحت يأجوج ومأجوج) تعني التشقق في الجدار أو في السد، وإذا كان
الله سبحانه وتعالى يقصد بكلمة (الفتح) بالفتح على يأجوج ومأجوج، كان سيقولها
صراحةً فُتحت على يأجوج ومأجوج، أو فتح إلى يأجوج ومأجوج، وبما إننا ذكرنا أن
الأماكن تسمى بإسم أصحابها في القرآن الكريم إذًا سمى الله السد في الآيات باسم
قومه لذلك قال "وفُتحت يأجوج ومأجوج "
أي أنها تعني "وفُتحت سد يأجوج
ومأجوج"
ومثال لهذا:- سمى الله الأماكن بإسم أقوامها، وسمى
أيضًا أسماء الأقوام بإسم نبيهم، مثل (قوم لوط) مع إن لوط أبعد ما يكون من فعل
قومه الفاحش، ولكن الله سبحانه وتعالى هنا يخاطب القوم بإسم نبيهم،
إذًا
كلمة الفتح تعني الإنشقاق
الفتح هو تشقق الجدار والسد وليس فتح على قوم (يأجوج ومأجوج) أنفسهم
ثانيًا كلمة (دك) وصف
القرآن الكريم الدك بأن كل شئ على الأرض سيتحطم
مثل الجبال وتصبح كالعهن المنفوش
( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) والسراب أي كالهواء أو كانت هباءً منبثا،
وكذلك إذا دكت الارض دكا دكا (إِذَا
دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)
في سورة الفجر فهو دك
عام لكل الأرض، وليس هنا المقصود سد قوم يأجوج ومأجوج فقط الذي سيتحطم إذًا الدك
سيكون لكل الأرض وسيتم حدوثه يوم القيامة نفسه، ليس علامه قبله.
الإستنتاج الأول
آيات سورة الكهف تقول
1- منع أذى قوم يأجوج ومأجوج عن طريق إقامة سد
بين جبلين
2- يوجد وعد من الله.
3- سيحدث دك عظيم لهذا السد وكل ما في الأرض
سيتعرض لهذا الدك العظيم.
4- قيام الساعة ويوم القيامة بعد ذلك
آيات سورة الآنبياء في المقابل مع آيات سورة الكهف.
1- وفُتحت يأجوج ومأجوج تعني أنه سيتم كسر
وتحطيم السد، وإذا وضعنا هذه القراءه في مقابل (الدك)
في رقم 3 من آيات سورة الكهف يصبح من المؤكد أن الدك سيأتي بعده
هذا الفتح والكسر لهذا السد وليس لخروج يأجوج ومأجوج.
2- "واقترب الوعد الحق" يتم وضع هذا
الوعد مع صورة رقم 2 من آيات سورة الكهف.
3:- فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ
كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ" هؤلاء الذين كذبوا بيوم النشور فقد بعثهم
الله من قبورهم وحدثت لهم المفاجأة بقيام يوم البعث الذي كانوا به يكذبون فهذا هو يوم
القيامة نفسه ويتم وضعه بالمقابل مع الرقم (4) من آيات سورة الكهف وهو يوم القيامة
نفسه، (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور)
وبعد أن وضعنا الثلاث صور مع بعضهم البعض في
آيات سورة الكهف مع آيات سورة الأنبياء، سنكمل قول الله" (حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ
الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ)"
الإستناج الثاني الضمير (هم)
:- الضمير "هم" هنا ضمير يعود على
مجموع البشر وليس قوم محددين كما فهمنا 1400 سنة، الله هنا يخاطب بأن الفتح
والتشقق للجدار وللسد وليس لقوم يأجوج ومأجوج أنفسهم. الله سبحانه وتعالى الذي ذكر
كل أوصاف وعلامات الساعة من إنشقاق الأرض والسماء، وتسيير الجبال، والزلازل.
ودك
الأرض والجبال، وتضع كل ذات حملٍ حملها، والناس ستصبح سكارى، هل إذا كان بالفعل هناك قومًا عمالقة سيخرجون علينا ويدمرون
البشر بأقدامهم، وإن هذا من علامات قيام الساعة كان سيخفيهم
عنا؟ هل يعقل أن نصدق هذا ويصبح دين وعقيدة؟ الله سبحانه وتعالى كان سيذكرنا بهم
من باب إكتمال صورة أهوال يوم القيامة.
وبعد قراءة الآيات وتفسير القرآن بالقرآن وجدنا
الآن أنه لا توجد كلمة واحدة تدل على
خروج يأجوج ومأجوج من بين الجبلين
شاهدهنا حلقات يأجوج ومأجوج كاملة
يتم تفريغ الحلقات بواسطة "منال صادق" مسؤولة السوشيال ميديا للدكتور إسلام بحيري
------------------------------
المصادر: القرآن الكريم، صحيح
البخاري، صحيح مسلم، فتح البارس شارح صحيح البخاري، برنامج البوصلة مع إسلام بحيري
النسخة الرمضانية أساطير الأولين رمضان 2020.