إقرأ أسطورة "الضلع الأعوج" الأدلة من آيات القرآن الكريم.
هل خُلقتِ المرأةُ مِن ضلع أعوج؟
قصة بدء الخلـق
خلق آدم وزوجه.
أولًا:- الله تعالى لم يذكر اسم زوجة آدم في القرآن
الكريم وأطلق عليها (زوج) والأساطير أطلقت عليها اسم (حواء)
ثانيًا:- القرآن الكريم لم يسمي أولاد آدم وإنما أطلق
عليهما (ابني آدم) والأساطير أطلقت عليهما (قابيل وهايبل) وهذا
مخالف للقرآن الكريم.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا
قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ
لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
قال الحديث:
عن أبو هريرة: أن الرسول ﷺ قال: استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضِلَع،
وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته،
وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء، فهل خُلقت المرأة
من ضلع أعوج؟
هل الله تعالى خلق
المرأة من ضلع الرجل؟
القرآن الكريم يثبت أن آدم وزوجه خلقهما الله من نفس
واحدة، بمعني أن المرأة خُلقت من تراب مثل آدم تمامًا، والدليل هذه الآية قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
وكل الأحاديث التي وردت في كتابي البخاري
ومسلم التي تقول أن المرأة خُلقت من ضلع الرجل، والتي تريد أن تثبت أن المرأة
كائن به إعوجاج أحاديث غير صحيحة، ومعناها لا يليق أصلًا بمخلوق إنسان كامل
اسمه المرأة، هذا بغض النظر عن مناقشة أي سند لأي حديث.
يبقى السؤال
هل القرآن تكلم في خلق آدم كجسد أم كنفس؟
الفرق بين خلق الإنسان كجسد وبين خلق النفس فرق كبير جدًا، ومن لم يلاحظ
هذا الفرق فهو غير مدقق.
الفقهاء الأوائل جعلوا النفس هو (جسم آدم)
ثم جعلوا خلق المرأة من ضلع آدم وهذا خطأ كبير.
القرآن ذكر بوضوح آن (آدم وزوجه)
خُلقا من نفس واحدة، ولكن الفقهاء الأوائل قالوا أن زوجة آدم خُلقت من ضلع
آدم الأعوج وإنك إذا حاولت تقويمه إنكسر.
ماذا قال المفسرون في آية "وخلق منها زوجها"؟
قال ابن كثير عن
ابن عباس "أن
حواء خُلقت من ضلع آدم الأيسر وهو نائم فاستيقظ فأعجبته"وقال
ابن أبي حاتم نقلاً عن ابن عباس "خُلقت
المرأة من الرجل فجُعل نهمتها (شهوتها) في الرجل وخُلق الرجل من الأرض فجُعل شهوته
في الرزق فأحبسوا نسائكم"
حتى لا تكون نهمة للرجال وهذا القول لايليق أن يقوله رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولا يصح أن يكون دين وعن إنسان كامل اسمه المرأة.
قال الطبري "خُلقت من نفس واحدة تعني
خلق حواء من ضلع آدم فقد كان آدم وحده في الجنة متوحشًا فنام فاستيقظ فوجد امرأة
عند رأسه وقد خُلقت من ضلعه، هذه وجهة نظر الطبري، والأصل الذي يجب علينا أن
نأخذ به هو القرآن الكريم، ويُفهم من خلال سياقاته ومن اللغة، ويجب أن نقرأ القرآن
عرضيًا ووحدة واحدة ويُفسر بعضه بعض، ولابد من تُتبع كلمة "نفس"
في القرآن لمعرفة معنى ومقصد وسياق الآيات.
الآية الأولى قال
تعالى: وَمَا
كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗفالنفس
هنا هى التي تموت وتذهب للبرزخ أو للحساب وليس الجسم.
النفس الإنسانية هنا هى التي تغادر
الجسد عند الموت وهى التي خلقها الله، وهي المصدر الأساسي لخلق
الإنسان ذكر وأنثى.
والآية الثانية:- قال تعالى
"وَاتَّقُوا
يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" هنا توضح الآية أن الجوارح هـى التي تطيع النفس،
وبالتالي فالنفس هنا هى المسؤولة الوحيدة عن فعل الخير أو ارتكاب الأثام.
الآية الثالثة:- في
قول
الله (يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) وهنا
تتكلم الآية عن لحظة الموت فالنفس هى التي تذهب للموت، ومن واقع الآيات السابقة
والفهم البسيط لها نُثبت أن النفس ليس لها علاقة (بخلق آدم كجسم) فالله
عندما قال "وخلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" هنا الله سبحانه
وتعالى يقصد خلق المصدر الأساسي وهو (النفس) ليخلق منها كل أنواع البشر رجال ونساء، الرجل والمرأة من مصدر
واحد ولكنهما (نفسان مختلفتان في الجنس) وإدراك الحياة وهذا لتكتمل المنظومة
الإنسانية ذكر وأنثى.
والدليل الآخر كلمة (وخلق منها) كلمة
منها هنا مؤنثة تعود على النفس، وليس على الجسم والبدن.
وهذا
هو إبداع الله تعالى، خلق من نفس واحدة ذاتين مختلفتين عن بعضهما وهي النفس
الذكورية والنفس الأنثوية. فالمفهوم البسيط الآن لأي
إنسان من كل الآيات السابقة أن النفس مصدر روحاني غير مُدرك و غير ملموس
ومختلف تماماً عن الجسم.
ولكن أهل التفاسير الأوائل لم يدركوا هذا
الفهم البسيط للقرآن. وتوجد آيات أخرى تشير لكلمة
نفس. قال تعالى: (خَلَقْنَاكُمْ
وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ،
وقال تعالى، فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ
عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ)
الخلق الأول هنا من تراب (آدم وزوجه) والخلق الثاني هي مراحل الجنين
في بطن أمه وكلمة خلقناكم أتت للجمع وتدل على أن آدم وزوجه خلقهما الله من
تراب، و (من هنا أتت للتبعيض) ومن أخرى للبيان (من ذات النوع) ولم
يشر القرآن أن الله خلق نفس آدم ثم خلق لها نفس أخرى من ضلعها، وقصة الضلع الأعوج إسرائيليات منقولة
حرفيًا من سفر التكوين، الفقهاء تركوا آيات القرآن الواضحة في خلق زوج آدم
وذهبوا إلى الكتب الأخرى مثل التلمود وسفر التكوين في التوراة وأخذوا القصة
بالحرف والنص وهذا يثبت نقل السابقين من كتب اليهود، والقرآن الكريم حكم بأن
زوج آدم لم تُخلق من ضلعه.
ولا
يوجد أي عوج في كيان المرأة، بل هى كائن مستقيم مثله مثل الرجل.
فيا عزيزتي المرأة العربية المسلمة أنت لم تُخلقي
من ضلع أحد وليس بك أي إعوجاج، أو نقص، أنت إنسان كامل مثل الرجل تمامًا كما قال
القرآن الكريم.
شاهد هنا الحلقة كاملة هنا أسطورة الضلع الأعوج
___________________________________________________________________
المصادر: حديث الضلع الأعوج: أخرجه
البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم
وذريته، (4/ 133)، برقم: (3331)، ومسلم، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء، (2/
1091)، برقم: (1468).
الآية القرآنية: سورة النساء(1) سورة البقرة آية 281، سورة الفجر آية
27، سورة ال عمران آيه 145، سورة طه آيه 55 المائدة آية (27).