![]() |
إسلام بحيري |
تقول الأسطورة
أنه في آخر الزمان بعد خروج الدجال ومكوثه في الأرض أربعين يومًا وخروج المهدي، سوف ينزل المسيح (عيسى بن مريم عليه السلام) ليكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، حتى يفيض المال فلا يقبله أحد، ولن يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو السيف، وقال آخرون أنه سيعود إلى الشام، وآخرون قالوا أنه سيعود إلى شرق دمشق، وقال البعض أنه سينزل في شكل عروة بن مسعود، وآخرون قالوا أنه ينزل رجلًا مربوعًا يميل إلى الحمرة والبياض، وقالوا أنه يدين المسكونة بمعنى أن نهاية العالم قد أتت، وآخرون قالوا أنه يأتي ليهلك كل الأديان والطوائف إلا الإسلام، وقال آخرون أنه سيمكث على الأرض أربعين سنة فيسود السلام حتى أن الحيوانات المفترسة تعيش مـع الحيوانات المستأنسة، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون.. إلخ.
سنعرض
عليكم أهم الروايات التي وردت في كتب الحديث في هذا الصدد وأسست لهذه الذهنية في
العقل الجمعي، وسنعرض الأدلة من القرآن الكريم التي تنفي هذه الأسطورة.
تنويه هام قبل بداية طرح الموضوع.
رسالة
رسالة إلى إخواننا المسيحيين والمتابعين للبرنامج
لن نطرح شيء عن "اللاهوت"
لكننا سنتكلم عن "الناسوت"
وهذا التنويه حتي لا
يحدث أي خلط في فهم الأمور لأننا لسنا من مثيري الفتن، وحتى لا يحدث إختلاف
أو تضارب
نحن لا نتكلم عن عقائد، بل هو اجتهاد خاص سيقدم
وسيوفق بين العقيدتين.
الأحاديث التي أسست لأسطورة عودة المسيح
1:- حديث في البخاري.
والذي
نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا
مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ،
ويَفِيضَ المالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أحَدٌ، الراوي: أبو هريرة المصدر: صحيح البخاري،
أخرجه البخاري (2222)ومسلم (155)
2 :- حديث في البخاري
عن أبو
هريرة رضي الله عنه(والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ
ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ
الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الجِزْيَةَ، ويَفِيضُ المالُ حتَّى لا
يَقْبَلَهُ أحَدٌ. وفي رِوايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: إمامًا مُقْسِطًا، وحَكَمًا
عَدْلًا. وفي رِوايَةِ يُونُسَ: حَكَمًا عادِلًا، ولَمْ يَذْكُرْ إمامًا
مُقْسِطًا. وفي حَديثِ صالِحٍ:حَكَمًا مُقْسِطًا، كما قالَ اللَّيْثُ: وفي
حَديثِهِ مِنَ الزِّيادَةِ: وحتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الواحِدَةُ خَيْرًا مِنَ
الدُّنْيا وما فيها. ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنْ
مِن أهْلِ الكِتابِ إلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به قَبْلَ مَوْتِهِ} [الآية النساء: 159] الراوي: أبو هريرة:
التخريج: أخرجه البخاري (3448)، ومسلم (155)
2:- حديث في البخاري
عن أبو
هريرة رضي الله عنه، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ،
أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ
الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ
الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا
نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا
يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ
اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ
قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا
سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ
خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ
خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ
أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في
الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ
بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ.
الراوي:
أبو هريرة المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2897
ملحوظة(1) كل الأحاديث التي تتكلم عن عودة المسيح أحاديث
من نوع (حديث آحاد وغريب) وجاءت عن طريق ابي هريرة فقط ومن دس على الرسول هذة
الروايات لم يتوقع أن الحياة سوف تتقدم وتتغير عن العصر الذي كان يعيش فيه، ولذلك
لن تجد هذا في القرآن الكريم. ولا في الأحاديث الصحيحة للرسول صلى الله عليه وسلم.
والسؤال ما هي مشكلة سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام مع
حيوان اسمه "الخنزير" أو مشكلة الله تعالى مع حيوان خلقه مثل كل
الحيوانات اسمه الخنزير؟
هذا الإدعاء
كاذب، وليس من وظيفة النبي قتل الخنزير، وإنما وظيفته تبليغ الناس حرمة أكل
الخنزير.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة، 173] الله سبحانه وتعالى حرم لحم الخنزير لأسباب
كثيرة، ولكن لا يصح أن نقول أن الخنزير عدوًا لله، ولا نعرف لماذا في كل من وضعوا
هذا التراث وأسسوا هذا الفقه وضعوا مشاكل بين الله العظيم الجبار وبين الخنازير
والكلاب والابراص، يقينًا التحريمات التي شرعها الله لها علل وأسباب كثيرة غير
العقائد.
ملحوظة (2)( يضع الجزية)
عن
أية جزية يتكلم الحديث؟
أية جزية التي سيسقطها ويلغيها هل يعنى ذلك أن الجزية مفروضة من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وستظل مفروضه إلى ما قبل أحداث النهاية وقيام الساعة، هذا افتراض غير واقعي أصلًا لأن الجزية تم الغائها من زمن طويل جدًا، ونحن الآن في دول المواطنة، والقرآن الكريم لم يفرض الجزية علي غير المسلم، هذا فهم خاطئ من الأوائل للأسف تم بثه في العقول قرون طويلة.
ثانيًا:- الآيات التي يستند عليها الأوائل
يستند
الفقهاء على آيتين من القرآن لتأسيس أسطورة "عودة المسيح ابن مريم" مرة
أخرى للحياة في آخر الزمان.
الآية الأولى: سورة
النساء آية 159(وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ
مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)"
تفسير الطبري للآية..
في بعض
التفاسير مثل ابن كثير والطبري تقول أن ضمير الهاء في كلمة موته تعود علي رجل من
أهل الكتاب وليس على عيسى ابن مريم.
والآن سنقرأ القرآن قراءة عاقلة ومنطقية ذات سياق كما تعودنا أن
(القرآن يفسر بعضه البعض)
الآية الأولى: (فَبِمَا
نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ
الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ
بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا *
وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ
مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
ۚ
وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ
وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا *وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ
بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) الآيات
السابقة لهذه الآية تتكلم عن بعض اليهود الذين قتلوا الأنبياء وكفروا بعيسى والذين
أذوا مريم وخاضوا في عرضها بقولهم وألسنتهم ثم قتلوا سيدنا عيسى (حسب عقيدة بعض
المسيحيين)
ونص الآية "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ
مَوْتِهِ" يعود علي مجموعة اليهود الذين قتلوا وصلبوا عيسى في ظنهم، و(إن
ومنهم وهم) تعود عليهم، قبل موته، تكلمت الآيات عن هؤلاء اليهود، وليس عن موت عيسى
ابن مريم، وبعد ذلك في نص (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ
بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) تأتي هنا الآيات إلى يوم القيامة ليكون عيسى ابن مريم
شاهدًا عليهم، إذًا الآية ليس لها علاقة بعودة سيدنا عيسى للحياة مرة أخرى، ولا تقول
ذلك.
الآية الثانية:
(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ *
وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ
مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا
بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا
عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ
لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ
لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) في
نص (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُون)ِ
المقصود هنا قيام الساعة، وليس
سيدنا عيسى، لأن الله قال فلا تمترن بها وليس به، إذا كان عيسى هو المقصود كان قال
الله تعالى "فَلَا تَمْتَرُنَّ بِه"
والآن أين سيدنا عيسى ابن مريم في القرآن طولياً؟
1- اية 55 من سورة آل
عمران
(وَمَكَرُوا
وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ
الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ
إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المقصود بالذين مكروا هم اليهود الذين أذوا
عيسى ابن مريم ثم بعد ذلك معنى كلمة (متوفيك) ورافعك، الوفاة هى الوفاة والمعنى
هنا واضح وصريح ولا يحتاج شرح طويل أو إلى فهم خاص،
ولكن ماذا قال المفسرون الأوائل في فهم هذة الآية؟ قال الطبري يوجد اختلاف عند أهل التأويل في
كلمة "متوفيك" فالبعض يقول أنها وفاة المنام والنوم وليس وفاة الإماتة.
وأولى الأقوال عند (الطبري) أن الله
قبض عيسى ورفعه من الأرض لتواتر الأقوال من الرسول أن عيسى ابن مريم سينزل آخر
الزمان ويقتل الدجال، وكل هذه أحاديث آحاد لا تُقام عليها عقائد، وليس لها
تواتر حقيقي، ولا يوجد شيء في القرآن الكريم اسمه (وفاة النوم) القرآن
آياته ناصعة وواضحة جدًا ولا نعرف كيف تم التعامل مع ألفاظ القرآن وتحويرها هكذا
لخدمة الأحاديث؟
2- آية 158 في
سورة النساء.
(بَلْ
رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
فالرفع لم
يأتي إلا بعد الوفاة، ولكي نفهم هذا لابد أن نقرأ القرآن كوحدة واحدة.
3- آية 117 من
سورة المائدة.
(وَإِذْ
قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي
وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ
قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ
إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي
بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ
وَأَنْتَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) الله هنا يسأل سيدنا عيسى في الآخرة فكيف لعيسى أنه نام ليسأله؟ هل أنت قلت
لقومك أن يتخذوك أنت وأمك إلهين من دون الله، العقيدة المسيحية لا تقول ابدًا إنهما
إلهين من دون الله.
وكلمة ..وكنت شهيداً ما دمت فيهم، الله يقول
لسيدنا عيسى إنك عندما كنت تعيش بينهم، ثم قال لما توفيتني، تعني عندما أمتني،
وهذا حوار غيبي بين الله ونبيه عيسى بن مريم، فهل يمكن لعاقل أن يضيع معنى القرآن
في هذه الآيات، ويقول أن هذه الوفاة ليس معناها الموت؟ إنما معناها النوم في
المنام؟ وأن الله رفع عيسى بجسده؟ الآيات تعنى هنا وبوضوح أن الرفع في هذة الآيات
(رفع الجسد حسي ومعنوي) مثل ورفعنا لك ذكرك.
ثالثًا:- كيف تم ذكر الوفاة في القرأن الكريم؟
الآية 97 من سورة النساء
(إِنَّ
الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ
كُنتُمْ ۖ
قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ
فَأُولَٰئِكَ
مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) تتكلم الآية عن الملائكة وتقول آن الملائكة تتوفى الناس في الأرض أي يموتون
( وفاة وليس نوم)
الآية 28 من سورة
النحل
آية 42 من سورة
الزمر
اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ
عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَىٰ
أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الله سبحانه وتعالى يتكلم عن الموت وليس الوفاة
موت في المنام، ولكن لفظ الوفاة لا يعني إلا الوفاة، والموت يختلف عن الوفاة
فالموت فيه نوعان الموت الأصغر وهو النوم، أو المنام، والموت الأكبر وهو الوفاة
النهائية وخروج الروح من الجسد.
- آية 32 من سورة
النحل
الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ
يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ (32) تتكلم عن
توفى الملائكة للناس.
- آية 15 من سورة
النساء
وَاللَّاتِي
يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً
مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ
حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ
لَهُنَّ سَبِيلًا (15)
الوفاة هنا تعني الموت الأكبر (فأمكسوهن حتى يتوفهن الموت)
إجابات من شيوخ متنورين في الأزهر
في مجلة المنار عدد 462 لتاريخ 11 مايو 1942 - تم توجيه سؤال للشيخ محمد مصطفي المراغي
تلميذ محمد عبده فحوله إلى الشيخ العظيم محمود شلتوت فقال السؤال:- "هل
الإيمان بعودة المسيح من عقائد الإسلام أو تجب علي كل مسلم"
الإجابة كاملة من
الشيخ شلتوت
سُئل
الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر سابقاً: هل عيسى حي أو ميت بحسب القرآن
الكريم والسنة المطهرة، فأجاب ناقلا آية سورة المائدة: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت
فيهم فلمّا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد} بأنّ عيسى عليه
السلام كان شهيداً عليهم مدة إقامته بينهم وأنه لا يعلم ما حدث منهم بعد أن توفاه
الله. ويتابع قائلا: وقد وردت كلمة (توفي) في القرآن الكريم كثيراً بمعنى الموت
حتى صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها، ولم تستعمل في غير هذا المعنى
إلا وبجانبها ما يصرفها عن هذا المعنى المتبادر. ومن حق كلمة (توفيتني) في الآية
أن تُحمَل على هذا المعنى المتبادر وهو الإماتة العادية التي يعرفها الناس ويدركها
من اللفظ والسياق الناطقون بالضاد، ولا سبيل إلى القول بأن الوفاة هنا مراد بها
وفاة عيسى بعد نـزوله من السماء بناءً على زعم المفسرين أنه حي في السماء.
وأنه سينـزل منها آخر الزمان، لأن الآية ظاهرة
في تحديد علاقته بقومه هو، لا بالقوم الذين يكونون في آخر الزمان وهم قوم محمد
باتفاق لا قوم عيسى.
ثم يقول: ليس في
القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة مستند يصلح لتكوين عقيدة يطمئن إليها القلب
بأن عيسى رفع بجسمه إلى السماء، وأنّه حي إلى الآن فيها، وأنه سينـزل منها آخر
الزمان إلى الأرض.[11] وقد كتب الشيخ أحمد مصطفى المراغي في تفسير آية (وما محمد
إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإنْ مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم): أي أن
محمداً ليس إلا بشرا قد مضت الرسل قبله فماتوا وقُتل بعضهم كزكريا ويحيى ولم يكتب
لأحد من قبلهم الخلد، أفـ إن مات كما مات موسى وعيسى وغيرهما من النبيين (أو قُتل)
كما قُتل زكريا ويحيى، تنقلبوا على أعقابكم راجعين عمّا كنتم عليه … والخلاصة إن
محمداً بشر كسائر الأنبياء وهؤلاء قد ماتوا أو قُتلوا.
الإستنتاج الأخير
1:- الذي
دس أسطورة المسيح الدجال وعودة المسيح في الإسلام قرأ في المسيحية معتقد بخصوص
"Antichrist" أو عدو المسيح المسيح
الدجال، وتم الخلط عنده بين هذا المعتقد وبين معتقد في التلمود وهو (أن اليهود لا
يؤمنون بسيدنا المسيح عيسى عليه السلام) وأنه سيعود في آخر الزمان، خلط بين
الأمرين بين القصة المسيحية والقصة اليهودية.
2:- تأسست
هذه الأسطورة إستنادًا على تفاسير خاطئة لآيات القرآن الكريم، وأحاديث كلها آحاد
وغريبة ومكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3:- من دس هذة الروايات الغريبة ونسبها للرسول
لم يتوقع ان يتغير نمط الحياة عن هذا العصر الذي كان يعيش فيه، لذلك كل آيات
القرآن وكل أحاديث الرسول الصحيحة لن تجد فيهم أية أساطير. وفي النهاية المسيح
عيسى أبن مريم عليه السلام توفاه الله ولن يعود في آخر الزمان ليقتل الخنزير ويكسر
الصليب ويضع الجزية، هذا كذب وإساءة كبرى للدين وأسطورة منسوبة خطأ لرسول الله صلى
الله عليه وسلم ونبيه عيسى عليه السلام لا تصح أن تقال وليس لها أساس.
شاهد هنا حلقة عودة المسيح